مكتب المحامية نوال آل محفوظه للمحاماة والاستشارات القانونية والتوثيق

الفرقة بين الزوجين وآثارها

الفرقة بين الزوجين

– الفرقة في اللغة – اسم من الافتراق ضـد الاجتماع ، وهي بالإضافة إلى الزوجين ابتعاد كل منهما عن الآخر بسبب انقطاع العلاقة الزوجية ،ويراد بها عند الفقهاء : انقطاع العلاقة الزوجية بين الزوجين وقد أحاطت الشريعة الإسلامية أمر الزواج واستمراره بسياح من الأوامر والنواهي التي تضمن نجاحه، فأمرت الزوجين بحسن المعاشرة، وأوصت الرجال بالنساء خيراً، وأمرت الزوجة بحفظ زوجها بيته وماله واولاده، كما نهت الشريعة الإسلامية الزوجين عن كل ما يسيء إلى العشرة الزوجية، أو يؤدي إلى قطعها ورغم ذلك فان واقعية الشريعة الإسلامية لم تغفل ما قد يطرأ على الحياة الزوجية؛ من الحالات التي يستحيل معها بقاء الحياة الزوجية واستمرارها فأجازت التفريق بينهما لأسباب منها ( الإيلاء – الهجر – الغيبة – الفقد – الحبس- الاعسار بالمهر والنفقة والمسكن) فما كان بإرادة الزوجين سمي مخالعة وما كان بإرادة الزوج سمي طلاقا وما كان بحكم قضائي سمي تطليقا أو فسخًا

ايضا اكدت وزارة العدل بالقضاء السعودي حق المرأة في إقامة دعواها في مكان إقامتها فيما يخص المسائل الزوجية، أو ما يتبع فسخ عقد النكاح من قضايا، إذ يحق لها أن تختار المحكمة الأقرب لمنزلها للنظر في هذه الأنواع من القضايا تسهيلاً لوصولها إلى المحاكم وكفل النظام السعودي الرعاية لقضايا الأحوال الشخصية

و سوف نطرق في هذا المقال على آثار الفرقة وفقاً للنظام السعودي، ورأينا الشخصي ،تقع الفرقة بين الزوجين بإرادة الزوج وتسمى طلاقاً، وبإرادة الزوجين وتسمى مخالعة، وبحكم القضاء وتسمى تطليقا أو فسخا.

التطليق لم تنص لائحة الأحوال الشخصية على التطليق وإنما تركتها مدموجة مع الفسخ، والتطليق إما أن يكون التطليق للعـلل لكل من الزوجين طلب التطليق لعلة في الآخر يتعذر معها استمرار الحياة الزوجية ولا يرجى منها برء، أو يرجى بعد مضي أكثر من سنة ،عقلية كانت العلة أو عضوية، أصيب بها قبل العقد أو بعده، أو يكون التطليق لعدم أداء الصداق الحال يحكم للزوجة غير المدخول بها بالتطليق لعدم أداء الزوج صداقها الحال في الحالتين التاليتين إذا لم يكن للزوج مال ظاهر يؤخذ منه الصداق، إذا كان الزوج ظاهر العسر أو مجهول الحال وانتهى الأجل الذي حدده القاضي لأداء الصداق الحال ولم يؤده، لا يحكم بتطليق الزوجة بعد الدخول لعدم أداء صداقها الحال، ويبقى دينا في ذمة الزوج، أو يكون التطليق للضرر والشقاق لكل من الزوجين طلب التطليق للضرر الذي يتعذر معه دوام العشرة بينهما، أو يكون  لعدم الإنفاق للزوجة طلب الطلاق إذا امتنع زوجها عن الإنفاق عليها، أو تعذر استيفاء النفقة منه، وليس له مال ظاهر، ولم يثبت إعساره ولا تطلق منه إلا بعد إمهاله مدة يحددها له القاضي، لا تطلق الزوجة لإعسار الزوج إذا علمت بعسره قبل الزواج، ورضيت بذلك، لا تطلق الزوجة الموسرة على زوجها المعسر، أو يكون للغياب والفقدان للزوجة طلب الطلاق بسبب غياب زوجها، المعروف موطنه، أو محل إقامته، ولو كان له مال يمكن استيفاء النفقة منه، ولا يحكم لها بذلك إلا بعد إنذاره: أما بالإقامة مع زوجته، أو نقلها إليه، أو طلاقها، على أن يمهل لأجل لا يقل عن سنة.

آثار الفرقة النفسية والمالية والقانونية على الوالدين والأبناء

بعد الفرقة بين الزوجين تتغير أدوار ومسئوليات كل منهما في حياة الآخر فقد يكون للفرقة آثار إيجابية في تحقيق الاستقرار والتوازن الأسري من جديد في حالة تركيز كل من الوالدين على سعادة الأبناء من خلال خلق بيئة مثالية للأبناء بحل كل خلافاتهم ونزعاتهم والعمل بيد واحدة على سعادة أبناءهم، ولكن قد يحصل العكس وينتج عن الطلاق مشاكل لا يحمد عقباها فيحسب البعض الطلاق نهاية المشكلة ولكن في الحقيقة هو بداية المشكلة فتكبر المشاكل بعد الطلاق فيترتب عليها الكثير من الآثار على الرجل والمرأة والأبناء.

آثار الفرقة على الرجل

تتمثل في الآثار النفسية للرجل: سيكولوجية الرجل تختلف عن المرأة وذلك لأنه يتحكم بعاطفته، إلا أنه مع ذلك يصاب بأعراض نفسية من الطلاق مثل الحزن والأسى والحزن والندم والتقصير، ونظرة المجتمع إليه بأنه انفصل عن زوجته لماذا انفصل عنها هل هو مقصر أم فيه عيب، وقد لا يفكر الزواج مرة أخرى ويكره النساء، كما يكون مشغول وخائف على أبناءه لأنهم ليس معه وإنما مع زوجته التي انفصل عنها.

وتتمثل في الآثار المالية والقانونية للرجل: بعد الفراق يترتب على الزوج

مجموعة من الآثار المالية التي تأتي نتيجة للطلاق تتمثل في مؤخر الصداق وهو مبلغ ثابت في وثيقة الزواج بأنه يستحق عند الموت أو الطلاق، ونفقة العدة وهي قد تقدر بثلاثة أشهر، والنفقة على الأبناء إلى حين وصولهم سن الاعتماد على أنفسهم ففي تلك الفترة يكون عليه مصاريف السكن والدراسة والإعاشة والصحة وهذه تعتبر أعباء مالية عليه لا سيما إن كان من ذوي الدخل المحدود، وعليه حقوق الحاضنة في تمكينها من السكن بصفتها حاضنة وأجرة رضاع.

آثار الفرقة على المرأة

تتمثل في الآثار النفسية للمرأة: المرأة عاطفية عكس الرجل فهي تتأثر بصورة كبيرة وقد تصاب بأمراض نفسية مثل القلق والتوتر والحزن…الخ، لا سيما رجوعها إلى أهلها مرة أخرى وهي مطلقة، كما تواجه مشكلة تربية الأبناء والاعتناء بهم.

وتتمثل الآثار المالية والقانونية للمرأة: عندما ينتقلون أبناءها معها بسبب سن الحضانة، وعدم قيام الأب بمسئوليته تجاه أبناءه في حالة تعسفه أو إعساره، فيقع الانفاق في هذه الحالة على المرأة، تنحصر في الآثار القانونية لا تستحق المطلقة نفقة إذا كانت ناشز عن طاعته أو خرجت دون إذن زوجها.

آثار الفرقة على الأبناء

الآثار النفسية للأبناء: يسبب الطلاق للأبناء حزن وحيرة وعدم تقبل انفصال والديهم، وتكون حضانة الأبناء عند أحد الوالدين وفي هذه الحالة يجوز للأخر زيارة المحضون إلا أن هذه الزيارة غير كافية بالنسبة للأبناء، وتسبب هذه الآثار النفسية في ضعفهم من التواصل مع الآخرين لفقدان التربية المزدوجة التي تقع على عاتق الوالدين عند عدم اندماج الأسرة واستقرارها، وانقطاع صلات المصاهرة وتزايد الجفوة والبغضاء بين أسرة الزوج والزوجة مما ينعكس سلبا على الأبناء.

(احرصوا على تربية أبنائكم تحت سقف واحد)